هل يجوز إرجاع زوجته بعد الطلاق الأول دون علمها؟ اتفق الفقهاء على أنه إذا طلق الزوج زوجته طلاقا بائنا، فلا يجوز له أن يرجع إليها إلا بعقد جديد آخر، سواء في العدة أو بعدها، ما دام الطلاق بائناً، مع طلاق بسيط. أما إذا كانت بائنة، بالطلاق البائن. ولا يمكنه العودة إلا بعقد جديد، لكن يجب عليها أن تتزوج غيره وتجامعها، ثم تعود إليها بعد انقضاء عدتها.
هل يجوز رجعة الزوجة بعد الطلاق الأول دون علمها؟
يجوز للزوج أن يراجع زوجته التي طلقها رجعيا في العدة، ولا يشترط حضورها أو علمها، ولا يشترط رجعته عند من يأذن به سواء طلقها مع مأذوناً أم لا، لكن يستحب أن يشهد على هذا الرجوع شاهدان، كما قيل تجب الشهادة.
قال ابن قدامة رحمه الله: “”الإبطال أن يقال لرجلين من المسلمين: يشهدان أني صالحت امرأتي، بلا ولي يحضره، ولا مهر يزيده. وقد روي عن أبي عبد الله – رحمه الله – رواية أخرى أنه يجوز الرجعة بغير شهادة.) والخلاصة أن الرجعة لا تحتاج إلى ولي ولا مهر ولا شهادة. رضا المرأة، أو علمها، باتفاق العلماء. لأننا ذكرنا أن الرجوع في أحكام الزوجات، والرجعة فيهن هو حفظ لهن وصيانة لزواجهن، ولهذا السبب سمى الله -سبحانه- الرجعة حفظا، وتركها فراقا وإفراجا، قال: (فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بإحسان).
والرواية الثانية أن الشهادة غير واجبة، وهو قول أبي بكر، ورأي مالك وأبي حنيفة. لأنه لا يفتقر إلى القبول، ولا يفتقر إلى الشهادة، كسائر حقوق الزوج، ولأن فيما لا يحتاج إلى ولي، لا تشترط الشهادة، كالبيع، وفي هذه الحالة يعتبر الأمر مستحبا. ، ولا خلاف بين العلماء على أن السنة هي الشهادة. انتهى من “المغني”. “(7/403).
كما اتفق الفقهاء على أن الزوج إذا طلق زوجته طلاقة أو رجعتين، فله أن يرجع إليها دون عقد جديد، ما دامت في مدة عدتها، لقول الله عز وجل: ولأزواجهن الحق في ردهن في ذلك إذا أرادوا الإصلاح». سورة البقرة 228 ولكن هناك بعض الاختلافات. ومن الفقهاء في أحكام الرجعة.
طرق استعادة زوجتك بعد الطلاق
هناك طريقتان لرد الزوجة: رده بالقول، ورده بالفعل:
ارجع بالقول
وقد اتفق الفقهاء على أن يرجع الرجل زوجته بلفظ يدل على ذلك، كقوله في العدة: رددتك إلى معصيتي، أو رجعتك، أو رجعتك، وغير ذلك من العبارات التي تدل على ذلك. ينقل هذا المعنى. وقد قسم الفقهاء الألفاظ إلى قسمين، هما:
واللفظ الواضح هو: مثل رجعتك أو رجعتك لتتزوجني. وهذا الرجع صحيح على هذا القول ولا يحتاج إلى نية.
الكلمة المجازية: هي الكلمة التي تحمل معنى العودة، مثل: أنت امرأتي، أنت معي كما كنت، وقصدها العودة، وهذا النوع لا يصح بدون النية، لأن هذه الكلمات تحمل معاني كثيرة.
وفي الألفاظ اختلاف مثل: “قبضتك” أو “رجعتك”، لكن الشافعية والمالكية يعتبرونها جزءا من الألفاظ المجازية. وهناك رأي آخر: أن هذين اللفظين مردودان صراحة، ولا حاجة للقصد فيهما، عند طائفة أخرى من الشافعية والمالكية، وجمهور الحنابلة والحنفية.
العودة بالفعل
وذهب الحنفية إلى أن الجماع وإدخاله يصحان في الرجعة، والأفعال سواء كانت صريحة أو ضمنية تدل على نية الفاعل. وجماع الرجل لمطلقته رجعيا في عدتها، أو تقبيلها بشهوة، يدل على رضاه بعودتها إلى طهارته بهذا الفعل.
وعلى مذهب الحنفية فإن هذه الأفعال محصورة بالشهوة، فإذا كانت بلا شهوة لم تتحقق. وكذا المرأة إذا قبلت زوجها أو لمسته أو نظرت إليه بشهوة. ورجعة الزوج هنا صحيحة عند محمد وأبي حنيفة.
وعلى رأي المالكية فإن هذه التصرفات، كالجماع، صحيحة بشرط أن ينوي الزوج الرجعة، فلا تصح إذا فعلها دون نية الرجعة. أما عند الشافعية فلا تصح الرجعة مطلقاً بأفعال كالجماع وإدخاله، سواء بقصد أو بغير نية. ويعتقدون أن الزوجة تصبح أجنبية عن الزوج الذي طلقها. طلاق رجعي. ولا يجوز له أن يجامعها، ولا يجوز الرجوع عنها إلا بحسب ما ذكر هنا.