قصة امرأة محرومة أنجبت طفلاً
ألم يشعر أحدكم من قبل بذلك الألم الذي ينتابه عندما يشعر بالعجز أمام شخص قوي يحاول إيذائه ولا يملك قوة لدفع الأذى؟ أفلا يشعر بذهاب ألمه وغضبه عندما يخلو بنفسه، ويتخيل أنه قد أهلك ذلك القوي ودفع عن نفسه ذلك الأذى؟
نعم، ألم يشعر بارتياح كبير فقط بسبب هذا التصور؟
ألم يحاول أحدكم إذا حرم إحدى المتع أو إحدى المتع أن يبحث عنها بالخيال؟
هل اتهم نفسه وقتها أم اتهمه أحد بالجنون؟
لذلك لا نتهم هذه المرأة بالجنون وهي لم تفعل أكثر مما يفعله الإنسان الذي يحاول أن يجد المتعة عن طريق الخيال.
خمسة وثلاثون عاماً؟ آه يا السنوات التي تمر ولم تترك لي سوى الألم، ولم تترك لي سوى الوحدة والفراغ. أي نوع من الحياة هذه التي أعيشها؟ أنا كسائح في صحراء مقفرة، في أرض قاحلة، لا ماء فيها، ولا مطر، ولا ظل، ولا فاكهة. كله ممل في ملل وملل في ملل. لا أرى شيئا سوى الأمل. السراب واللمحات الكاذبة.
قصة امرأة تنتظر قدوم طفل
أنتظر وأنتظر، وأشعر بأن العمر يزحف، والسنين تزحف، ويغلبني الألم ويغلبني الحزن الأليم، ولكنني أتظاهر بالرضا والرضا، وماذا أستطيع أن أفعل غير ذلك، ولقد لا شيء سوى التمني والانتظار؟
أنا امرأة محرومة، محرومة من الشيء الذي خلقت من أجله، محرومة من نعمة الحياة التي تشتاق إليها روح كل أنثى، محرومة من زوج وأولاد، محرومة من كل شيء إلا الفراغ والوحدة؟
ولكن لا يسعني إلا أن أصبر وأتظاهر بالسعادة خوفاً من السخرية. لو كان الأمر بيدها لصرخت بكل الوجع المكبوت في صدري: «أريد زوجاً.. أريد أبناء».
خمس وعشرون سنة لكي تلد المرأة
خمسة وثلاثون عاماً مرت ببطء وروية، ولم تعطني سوى زيادة في العمر وزيادة في الشعور بالحرمان. فلما نظرت في المرآة رأيت هديتها واضحة في وجهي، ذبولاً ونحافة وشحوباً.
لقد سئمت الحياة وتعبت من العمل. وما أغبى من يظن أن العمل يحل محل زواج المرأة. ويرون أن الزواج وسيلة للعيش أو مصدر رزق. كم هم أغبياء! كرهت ضجيج الحياة، وكان ضجيج العمل ضجيجاً أجوفاً كالطبل، خالياً من موسيقى الألف وزقزقة الصبيان. شعرت بالرغبة في أخذ استراحة من حياتي لفترة من الوقت. كنت أتوق إلى بعض التغيير، مهما كان.
قصة المرأة التي استجابت بعد معاناة
كم سعدت بالانتقال إلى هذا المنزل البعيد في إحدى الضواحي. ولا شك أن الصيف هناك سيكون أفضل منه في المدينة الداخلية، ولا شك أني سأجد الترفيه في حديقتها الفسيحة. يتطلب الكثير من الرعاية والتنسيق، وإيجاره أقل بكثير من إيجار الطابق الضيق الذي كنت أعيش فيه. أعيش في وسط المدينة، فهو من تلك المنازل التي يبتعد عنها السكان وتبقى فارغة لا لسبب سوى مجرد الشائعات حول أنها «مسكونة» وما تنقله مخيلاتهم عما يرونه فيها. الجن والأرواح والأشباح التي واجهوها.
قصة المعاناة التي تعاني منها المرأة
لا أستطيع أن أنكر ذلك الشعور بالرهبة الذي ينتابني في البداية عندما أذهب إلى السرير بعد إطفاء الضوء، أو عندما أسمع طقطقة خفيفة أو صوتًا يأتي من هنا أو هناك، أحد تلك الأصوات التي لا يخلو منها منزل، مثل صوت النافذة التي تغلقها الريح أو القطة. كانت تقفز في الحديقة أو تمشي على السطح، لكن الرعب بدأ يختفي مع مرور الأيام، وحل محله الاطمئنان على كل شيء في المنزل.
وفي أحد الأيام جلست في زاوية ظليلة في الحديقة وبدأت أسلي نفسي بقراءة قصة. جلست البواب أمامي تغير بعض الملابس… وشعرت بالتعب من القراءة، فوضعت الكتاب جانبا، وتثاءبت بتكاسل، وبدأت أتحاور مع المرأة حتى قادنا الحديث إلى ذكر شائعة مفادها أن انتشر الناس. عن المنزل وما يرتجفون من أنه «مسكون» وكيف أدى ذلك إلى بقاء المنزل مهجورًا لفترة طويلة.
بدأ يجد السعادة في حياته مع ابنه، وبدأ يخصص كل وقته لتربيته والعناية به، حتى ذات يوم، وبينما كان الرجل يجلس في الحديقة يقرأ، سمع فجأة صوت سقوط جسد. وارتطامها بالأرض، وصرخة عالية كسرت حاجز الصمت. فقفز من مكانه كمن لدغه عقرب، فوجد الصبي مقتولاً. نزل من الشرفة وهو يستمتع.